انا فتاة عمري ٢٤ سنة، حتى الان لم ادخل في علاقة عاطفية وجسدية، كما ولم امارس العادة السرية. لا اشعر بالرغبة الجنسية ابدا.توجهت قبل سنتين لطبيب مختص برفع الوعي الجنسي وهو بدوره وجهني بالقيام بعدة امور ممكن ان تثير الرغبة لدي، مثل التعرف على مهبلي والنظر في المرآة يوميا لهذه المنطقة ومداعبة المهبل اثناء الاستحمام.. لم ارتاح لهذه الفكرة ولم استمر بالذهاب اليه. بعدها توجهت لاخصائية نفسية ساعدتني على فهم الاسباب التي لربما ادت الى هذا \\\"الانغلاق\\\" ولكن فهم الاسباب لم يغير شيء. انا اشعر ان عدم تطور الناحية الجنسية لدي يؤدي الى عدم فهمي جيدا لذاتي. وانا اعاني وافكر كثيرا بهذا الموضوع.. ما هي نصيحتكم لي ؟
عزيزتنا المتوجهة، نشكر توجهك إلينا.
إليك الإجابة: بداية نقدر بشكل كبير اهتمامك وانشغالك في فهم ذاتك ومن ضمنها التعرف على جنسانيتك، فهذا يدل على الرغبة في التطور الذاتي. نستشعر من سؤالك شعورك بالضغط والخوف من عدم شعورك بالرغبة الجنسية، ونتفق معك أن فهم الأسباب وحدها لا يكفي وانما هو جزء مهم جدًا لفهم وفحص مشاعرك. قرارك بالتوجه لاستشارة نفسية هو قرار حكيم ولربما كان من المفترض أن يسبق توجهك لمعالج جنسي لأن الأول يقدم التفسير للحالة والثاني يقترح امكانيات لمعالجتها.
في غالبية الحالات الشبيهة بحالتك يكون العلاج من خلال تعلم الطرق الأنجح للتواصل مع جسدك وممارسة الاستمتاع الجنسي الذاتي لاستكشاف مواطن المتعة لديك وتعلم الطرق لاستثارتها وهذا ما نصحك بك المعالج الجنسي لتحفيز رغباتك الجنسية والتواصل مع جسدك وتطوير استجاباته للإثارات الجنسية. بدون هذا "التعارف" مع الجسد لا يمكن التواصل مع الشريك مستقبلا. هنا من المهم أن نشير إلى أن هناك الكثير من الأشخاص يفتقرون إلى الانجذاب الجنسي للآخرين "لاجنسيون" Asexuality أي لا يشعرون برغبة في ممارسة الجنس أو/ وتكون لديهم قلة اهتمام أو غياب عن النشاط الجنسي وهذا امر الطبيعي. "اللا جنسية " لا تعني عدم القدرة على ممارسة الجنس أو عدم الاستمتاع في الجنس. هنالك العديد من اللاجنسيين يمارسون الجنس ويؤكدون على شعورهم بالمتعة. مهم أن نؤكد على أن عدم الحاجة إلى الجنس عند اللاجنسيين لا تدل على عدم الحاجة إلى علاقة عاطفية، هنالك الكثير من اللاجنسيين يتمتعون بعلاقات حميمية. وهناك الكثير من المعلومات والمنتديات حول لا جنسيين في صفحات التواصل الاجتماعي أو الانترنت بشكل عام، نقترح عليك تصفحها وفحص مشاعرك حولها. مع كل ما ذكر سابقاً نحن نؤمن بضرورة الاستمرار بالاستشاره النفسية ليس لفحص أو تحفيز الرغبة الجنسية بل للتعامل مع عدم وجودها إذا كان هذا هو الوضع.
بالتوفيق