مقالات
سن الأمان عند الرجال.. ما هو ومتى يبدأ؟
2024-11-10إن عوارض سن الأمان لدى الرجال، تكون أخف حدةً من العوارض التي تظهر لدى النساء في مثل هذه المرحلة من العمر، حيث تبدأ إفرازات الهرمونات الذكورية بالانخفاض، ومن جرائها تظهر لديهم عوارض عدة، منها: موجات حر، تعرق، زيادة في الوزن، عصبية وتراجع في الرغبة الجنسية.
ترجمة: منتدى الجنسانية
تطرأ على الرجال كما النساء، تغييرات جسدية في سن الأمان. تكون التغييرات محسوسة وظاهرة لدى البعض، بينما تكون طفيفة لدى البعض الآخر. على الرغم من أن هذه التغييرات تعتبر طبيعية، إلا أنه من الممكن الاستعانة ببعض الأدوية للتخفيف من أعراضها.
هل سن الأمان عند النساء يشبه سن الأمان عند الرجال؟
إن التغيير الهرموني الذي يطرأ على النساء، جراء الانتقال من مرحلة الخصوبة إلى سن الأمان، يكون أكثر حدةً، ولذا فإن عوارض سن الأمان أصعب عليهن من الرجال. هذه التغييرات ناتجة عن انخفاض حاد في نسب إفراز هرمونات مختلفة من المبيض، وخاصة هرمون الاستروجين والبروجسترون، وذلك في فترة زمنية قد تستمر عدة أشهر وحتى بضع سنوات.
من عوارض سن الأمان عند النساء: هبات حر، تعرق، تقلبات في المزاج، تغييرات في الوزن، تغييرات في حجم الثديين، تراجع في التجاوب الجنسي (خاصة جفاف في المهبل)، وتراجع في الرغبة الجنسية.
ما هي عوارض سن الأمان عند الرجال؟
تكون عوارض سن الأمان لدى الرجال أخف حدة من العوارض التي تظهر عند النساء، إذ أن الانخفاض في نسبة إفراز الهرمونات يكون أكثر تدريجيًا، ويمتد على مدار فترة زمنية أطول قد تصل إلى عشرات السنين، الأمر الذي يقلل من حدة العوارض الجسدية والنفسية التي تحصل جراء هذه التغييرات.
بعض المختصين لا يؤمنون بوجود سن الأمان لدى الرجال، ولذلك فقد فضل العلماء ألا يطلقوا على هذه المرحلة أسم "سن الأمان عند الرجال – Andropause" (أي "توقف الرجولة" بترجمة حرفية، على خلاف مصطلح menopause أي توقف الأنوثة، والذي يطلق على سن الأمان عند النساء)، وإنما تم تسمية هذه التغييرات باسم PADAM، وهي اختصار لـ:
Partial Androgen Deficiency of the Aging Male
أي: انخفاض جزئي في هرمون الأندروجين (Androgen وهو هرمون ذكوري) لدى الرجل المتقدم في العمر.
متى يبدأ الانخفاض في نسب إفراز الهرمونات؟
يبدأ الانخفاض في نسبة التستوسترون (testosterone)، وهو الهرمون الذكوري الأساسي، من جيل الـ40 في حياة الرجل. لكن حتى الآن لم ينجح العلماء في تفسير هذا الانخفاض.
هل يستطيع الرجال تلقي علاج هرموني كالنساء؟
إن الجدل حول موضوع سن الأمان لدى الرجال حديث نسبيًا، وبالتالي لم تتوفر حتى الآن أبحاثًا علمية كافية لاختبار مدى فاعلية هذا النوع من العلاج. هنالك فقط دراسات محدودة أثبتت نجاعة العلاج بهرمون "التستوسترون"، ولكن من المعلوم بأن الأبحاث الأولية التي اختبرت علاج عوارض سن الأمان لدى النساء بالماضي، أسفرت أيضًا عن نتائج ايجابية لنجاعة العلاج الهورموني.
اليوم، وبعد مرور عشرات السنين من البحث والدراسة، لا تزال آراء العلماء متضاربة فيما يتعلق باستخدام الهرمونات ونجاعتها.
ما هو الأندروجين؟
هي مجموعة هرمونات من فئة الستيرويد، والتي تؤثر على نمو الشعر، أنسجة العضلات والدهنيات، وأيضًا على الدماغ، وهي تُفرز عند كلٍ من الرجال والنساء.
تفرز هذه الهرمونات بالأساس من الخصيتين، وجزء منها يفرز أيضًا من الغدة الكظرية، الجلد والكبد، والغدة النخامية. الأندروجين الأساسي والمعروف هو التستسترون ، لكن هنالك أيضًا أنواع أخرى من الأندروجين . قد يحصل الانخفاض في نسبة الاندروجين في كل جيل عند إصابة الخصيتين، لكننا سنتطرق في هذا المقال فقط إلى الانخفاض المرتبط مع التقدم في العمر.
ما هي عوارض نقص الأندروجين عند الرجل؟
جهاز الدم والأعصاب- موجات حر، تعرق وعصبية.
المزاج والإدراك- أرق، تعب، توتر، تراجع في الحماسة والدافعية، اضطرابات في الذاكرة قصيرة المدى، إحباط، تراجع في الثقة بالنفس.
جهاز العضلات- تراجع عام في القوة واللياقة البدنية، تراجع في قوة العضلات وفي الكتل العضلية.
الجهاز الجنسي- تراجع في الرغبة الجنسية، تراجع في قوة الانتصاب وقوة النشوة/الرعشة الجنسية، تراجع في كمية الفعالية الجنسية، قذف أضعف وانخفاض في كمية السائل المنوي.
تغييرات عامة- انخفاض في كمية الشعر، السمنة الزائدة (خاصة في منطقة البطن)، ارتفاع في نسبة الكولسترول عامة، ارتفاع في الدهون غير المشبعة (LDL)، انخفاض في الدهون المشبعة HDL))، ترقق العظام (osteoporosi)، وانخفاض في كمية كريات الدم الحمراء.
ما هي تأثيرات هذه التغييرات على الحياة اليومية؟
قد تزيد هذه التغييرات من احتمالات الكسور في العظام، الإصابة بأمراض قلبية، الشعور العام بالإحباط، اضطرابات في الذاكرة والقدرة على التفكير، والتراجع في القوة البدنية والجنسية. كما ذكر سابقا، فقد تُساهم بعض الأدوية الهرمونية في التخفيف من حدة هذه العوارض.
كيف يتم تشخيص الـPADAM (أي حالات الانخفاض الجزئي في هرمون الأندروجين)؟
ليس هنالك فحص مخصص لتشخيص الحالة، كما وأن انخفاض مستوى الاندروجين وحده في الدم ليس كافيًا للتشخيص، بل هنالك حاجة لدمج عدة مركبات من كل العوارض التي ذكرت سابقًا.
بالإضافة إلى ذلك، فهنالك أيضًا صعوبة في فحص مستوى الاندروجين في الدم، وخاصة الـتستسترون، بسبب عدم وضوح "المستوى الطبيعي" للتستوسترون في الدم في هذا الجيل.
يفرز التستوسترون في الدم على شكل نبضات مما يؤدي إلى اختلافات في مستوياته خلال ساعات اليوم المختلفة. لذا ينصح بإجراء فحص الدم بين الساعة الثامنة والعاشرة صباحًا، على أن تؤخذ عينتين في أيام مختلفة لتأكيد التشخيص.
60%-70% من التستوسترون مرتبط ببروتين في الدم يسمى بـHormon Binding Globulin Sex، ولكي يصبح الهرمون فعالا ونشطًا يجب أن ينفصل عن البروتين. وفقط حين ينفصل الهرمون عن البروتين، يكون حرًا وفعالا. بشكل عام ، تكون نسبة البروتين في دم المسنين مرتفعة مما يؤدي إلى انخفاض نسبة التستوسترون النشط. نجد هذه الظاهرة أيضًا لدى المدمنين على الكحول، ولدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض في الغدة الدرقية.
الجزء الآخر، 30%-40% من التستوسترون ، مرتبط مع بروتينات دموية أخرى متواجدة بالدم، إلا أن الرباط بينها ليس وثيقًا. فقط 1-2% من الهرمون موجود بشكله النشط الفعال، وهو حر في الدم. ولذلك فإن الطريقة التقليدية لفحص التستوسترون النشط ليست ناجعة، ويجب فحصه بأساليب أخرى.
ما هو علاج الرجال الذين يعانون من انخفاض في مستوى الاندروجين؟
من ناحية معينة، هناك أطباء/طبيبات لا يؤمنون بوجود سن الأمان عند الرجال، وبالتالي فهم لا ينصحون بالعلاج الهورموني. من جهة أخرى، في حال ظهور العوارض التي ذُكرت سابقًا، وفي حال أثبت فحص المختبر أن مستوى الاندروجين في الدم أقل من المعدل، فعلى الأرجح أن العلاج الهرموني لمدة ثلاثة أشهر لن يضر، وخلاله سيكون بالإمكان فحص مدى التغيير في العوارض المذكورة سابقًا.
في حال طرأ تحسن خلال الأشهر الثلاثة الأولى للعلاج، فمن الأفضل الاستمرار به وفق الحاجة. مع ذلك، وكما في كل علاج، قد يكون التأثير نفسيًا ووهميًا (هذه ظاهرة معروفة حين يتأثر المريض بشكل ايجابي من الدواء، بفعل توقعاته وإيمانه بنجاعته، حتى وإن كان الدواء لا يحتوي على مواد طبية)، ولذا من المهم فحص ما إذا كان التحسن قد بقي ثايتًا لمدة زمنية طويلة، وهل كان هنالك أيضًا تحسنًا في نسبة الاندروجين .
في السنة الأولى للعلاج هنالك حاجة لمتابعة طبية مرة كل ثلاثة أشهر، وذلك لفحص نسبة الدهنيات في الدم، وكذلك لفحص البروستات والتأكد من أنها ليست متضخمة.
كيف نتناول الـتستسترون؟
يمكن تناول التستسترون من خلال حقن، أقراص، زرع تحت الجلد، لاصقات ومادة الجل.
في بلادنا، من المتبع استعمال مرهم للدهن على الجلد لأنه متوفر واستخدامه سهل. يتم دهن المرهم مرة في اليوم، بعد الحمام، في منطقة ناعمة نظيفة من الشعر، ويوصى بالحذر من ملامسة المرهم للعينين.
هل هنالك تأثيرات جانبية للعلاج؟
كما هو الحال عند تناول أي دواء، قد تكون هنالك عوارض جانبية للعلاج بالتستسترون، مثل أوجاع في الرأس، زيادة في الوزن، حب الشباب، وزيادة في العنف.
لا ينصح باستخدام التستسترون من قبل الرجال الذين يعانون من احتباس البول كنتيجة لتضخم البروستاتة. من غير المعروف إن كان المستحضر يؤدي إلى تضخم البروستاتة أو إلى زيادة احتمال الإصابة بسرطان البروستاتة، لكن قد يؤدي إلى ارتفاع في معدل نمو الخلايا السرطانية الموجودة في البروستاتة أصلا- ولذا فلا يجوز تناوله من قِبل المصابين بهذا النوع من السرطان.
*د. يارون بوكر - طبيب نساء ومعالج جنسي في مجموعة "كلاليت" (خدمات الصحة العامة)