مسلسل قتل النساء مستمر
يشهد مجتمعنا الفلسطيني بالداخل مؤخراً تفشيا خطيراً لظاهرة العنف، اذ لا يكاد يمر يوم دون أن نسمع به عن جريمة قتل أو محاولة قتل، لرجل او لإمرأة أو لطفل حتى، لدرجة ان البعض بات يرى هذه الجرائم وكأنها أمر طبيعي . واللافت بشكل خاص هو ازدياد جرائم القتل المُرتكبه بحق النساء والفتيات، حيث شهدنا خلال السنة الماضية مقتل ما لا يقل عن عشرة منهن في حين وصل عدد النساء والفتيات اللواتي أزهقت أرواحهن منذ بداية السنة الحالية إلى ما لا يقل عن ست نساء، كانت آخرهن هذا الاسبوع حيث تم العثور على جثة المغدورة مايا فارس.
وإذ نستنكر العنف على كافة اشكاله وضحاياه، فإننا نرى بإن التصعيد به لا يشير إلا إلى عمق وخطورة الأزمة الأجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يمر بها مجتعنا! الخُطوة الاولى للخروج من هذه الأزمة لن يكون الاّ من خلال كسر جدار الصمت ورفع صرخة مُدوية وبالإجماع ضد هذه الجرائم والصامتين عليها! من هنا فإننا نحمل مجتمعنا مسؤولية الصمت على هذه الجرائم ، والشرطة والسلطات مسؤولية تفشيها. فالجريمة هي جريمة والصمت عليها مستنكر ومرفوض في كل الحالات.
ولكننا لا يمكن الا أن نؤكد، وحيث لا لمبرر حقيقي للعنف المرتكب بحق النساء إلى حد قتلهن سوى كونهن نساء، أن الجرائم المرتكبة بحقهن تختلف بدوافعها وبنتائجها عن القتل على خلفيات جنائية أو طائفية أو أي خلفية مُستهجنة أخرى. إذ ليست مثل هذه الجرائم المرتكبة بحق النساء الا نتاج منظومة من "القيم" والسولكيات التي ترفض إحترام المرأه والتعامل معها كإنسان كامل لها الحق بالحياة الكريمة والمستقلة، لترى بها بدلا من هذا مُلكا ل"أوصياء" عليها من الرجال، قد يكون الرجل إما أبا، أو أخا او عما او زوجا، أو أي رجلا من نفس البلد أو الطائفة.
رغم هذا وفي حين قد يُجمع أفراد مجتمعنا على نبذ القتل على خلفيات جنائية وعلى خلفيات طائفية أو قبليةحمائلية ، تتلعثم الاصوات المنددة وتخفُت الى حد الصمت حين تقتل النساء وخاصة من قبل من نصّبوا أنفسهم "أوصياء" عليهن. حينها قد يأخذ التلعثم والصمت عن التنديد حد الموافقة على أرتكاب الجريمة! حيث يطرح السؤال حينها؛ لماذا قُتلت؟ وماذا فعلت؟ وهل حقا كانت "شريفة"؟ مما يدل أن استخدام مفهوم "الشرف" السائد لا يزال يسلب المرأة حقها بالحياة الكريمة ويُفقد الشرف معناه الحقيقي. الأمر الذي يجعل بعض أهالي الضحايا الرافضين لقتل بناتهم ينشغلون، ورغم مُصابهم وحزنهم، في ’التأكيد على كون ابنتهم "شريفة" وعلى انه ليس هنالك علاقة لقتلها بال"الشرف" بمفهومه المجتمعي السائد، حتى يضمنوا لها موتا كريما ولأنفسهم سمعة طيبة.
من هنا، فإننا وإذ ندين كافة جرائم قتل النساء ومن قبل أي "وصي" كان فإننا نؤكد وبشكل لا يقبل التأويل بأن من مسّوا ويمسّون بالشرف بمفهومه الحقيقي ليسوا سوى القتلة أنفسهم وكافة الصامتين على مثل هذه الجرائم!
نحن نستنكر مقتل مايا فارس وفريال خمايسة، وجميع النساء اللواتي انتزع حقهن بالحياة، وندعو المجتمع الى احترام النساء واحترام حياتهن وقراراتهن وخصوصياتهن والدفاع عنهن.
وأخيرا وليس آخرا، نعلن، نحن الأطر الموقعه أدناه، اننا بصدد إقامة اطار ائتلافي مشترك لنا يعمل على مناهضة ظاهرة قتل النساء، وندعو النشطاء والناشطات واطر حقوق الانسان الى الإنضمام إلينا.
للمغدورات الرحمة، وللمصابات العافية ولمجتمعنا حسن الدفاع عن حق النساء بالحياة الكريمة والحرية.
الأطر الموقعة:
كيان –تنظيم نسوي
نعم- نساء عربيات في المركز
الفنار- التنظيم النسوي الفلسطيني
جمعية نساء ضد العنف
معا- اتحاد الجمعيات النسائية العربية في النقب
السوار- الحركة النسوية العربية
جمعية البير
مركز الطفولة الناصرة
جمعية حقوق المواطن
جمعية سدرة – اللقية
بلدنا- جمعية الشباب العرب
منتدى الجنسانية
والناشطات: عبير بكر، ريم ابو لبن، مقبولة نصار، جنان عبده، هبة يزبك، سمية شرقاوي، لمياء نعامنة، ليلى حسن، سوزان زعبي، عربن هواري، سماح اغبارية، راوية أبو ربيعة، منوى مرعي، ، رفاه عنبتاوي، راوية لوسيا، سناء زريق. هند سليمان، صفاء شحادة، منار حسن، حنان الصانع، همت زعبي، رنين جريس وفداء طبعوني.