إصدار الجزء الأول لكتيب النصوص في الجنسانيه- الدليل المهني في التربية الجنسانية لذوي الإعاقات
اذار 2013
أحتفل " المنتدى العربي لجنسانية الفرد والأسرة", يوم السبت الفائت 16/3/2013 تحت رعاية بلدية سخنين ومركز ماتيا- للدعم المحلي- اللوائي, بإصدار الجزء الأول لكتيب النصوص في الجنسانيه- الدليل المهني في التربية الجنسانية لذوي الإعاقات, في قاعة المركز الجماهيري في سخنين. وقد حضر الاحتفال العشرات من مختلف مناطق الداخل الفلسطيني والجولان السوري المحتل. تميز الحضور بكونهم شريحة من المهنيين/ات العاملين/ات مع ذوي الإعاقات وخصوصا في المدارس إضافة إلى مجموعة من الأهالي لأولاد ذوي الإعاقات.
قامت عريفة الندوة, حنان خطيب, عضو أدارة في منتدى الجنسانية, بعد أن رحبت بالحضور, بتقديم نبذة عن العمل لإصدار الكتيب: "نحتفل اليوم معا بإصدار الدليل المهني في التربية الجنسانية لذوي الإعاقات والذي هو نتاج عمل دؤوب لمهنيين مختصين من منتدى الجنسانية حيث ارتأينا العمل جاهدين لخلق آليات وأدوات تساعد الأهالي –الطاقم التربوي وجميع العاملين مع ذوي الإعاقات في العمل على قضايا الجنسانية بدءا من التغييرات الجسدية والنفسية والاجتماعية التي تحصل خلال المراهقة ,والحماية من الاستغلال الجنسي وهذا إيمانا منا باحترام عقولهم وعدم ترك هذه الشريحة في ظلمة اللا- المعرفة" .
وتحدثت حنان عن تجربتها الشخصية في خوض مسارات ومساقات التدريب حول الجنسانية قائلة: "كانت هديتي لنفسي سنة 2009 هي انضمامي لدورة تدريبية في الجنسانية، تعرفت من خلالها على المنتدى العربي لجنسانية الفرد والأسرة وعلى توجهاته في العمل على عدة مستويات منها المهني, الأخلاقي والاهم من ذلك الجو الأسري والحميمي الذي يسود به فقررت أن انهل من هذا المورد العلمي والمهني و الانتساب لعائلة المنتدى وإنا اليوم فخورة باني عضو إدارة به . واختتمت بالقول: " نؤمن بأننا حين نتحدث عن التربية الجنسانية، فإننا نتحدث عن منظومة قيم وأخلاقيات مجتمعية وعقائدية، لا بد وأخذها بعين الاعتبار، إذ أن هناك خصوصية لنا كمجتمع عربي فلسطيني يتميز بإرث ثقافي واجتماعي وقيم ايجابية يجب الحفاظ عليها، ولكننا نؤمن أيضا بواجبنا الأخلاقي والمهني في خلخلة المفاهيم التي تكرس العنف والاضطهاد بين أفراد ذات المجتمع".
أثر ذلك, قامت عريفة الحفل بدعوة رئيس بلدية سخنين السيد مازن غنايم لإلقاء تحيته والتي أشاد بها بأهمية التشبيك بين جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني والأهلي وبين السلطات المحلية. كما أكد, بروح يوم المرأة العالمي " على دور النساء في كافة الميادين الحياتية والإنتاجية.
عقبه كلمة الدكتور محمد سواعد, مدير مركز ماتيا للدعم المحلي واللوائي في سخنين ومحاضر كبير في كلية الجليل الغربي الذي عزز وأكد على أهمية التربية الجنسانية في كافة شرائح المجتمع وكم بالحري مع ذوي الإعاقات, متناولا بعض البحوث والإحصائيات المقلقة التي تشير إلى أن نسبة الأولاد ذوي الإعاقات الذين يتعرضون إلى الاعتداءات الجنسية هم أكثر من الأولاد العاديين. ثم استعرض بعضا من انطباعات المشاركين في ورشة تدريبية أجريت مؤخرا في مركز ماتيا مع الموجهة علا ياسين من منتدى الجنسانية والتي شارك بها العديد من المعلمين/ات لذوي الإعاقات ومدى تأثيرها على المعلمين ات وكيف استطاع العديد منهم تخطي بعض الأمور العالقة لديهم كالخجل والتوتر من التحدث بالموضوع وعمل عدد كبير من الطاقم على إدخال الموضوع في المدارس التي يدرسون بها .
تضمن الحفل أيضا, طاولة حوار أدارها السيد مصطفى شلاعطة: مستشار نفسي وإعلامي مع كل من الأخصائية لميس عودة : طالبة للدكتوراه في جامعة حيفا /باحثة ومتخصصة في الوالدية لذوي الإعاقات والتي أكدت على الحاجة لاحترام خصوصية الأولاد ذوي الإعاقات بإعطائهم الفرص والخيارات من أجل الوصول إلى أكبر قدر ممكن من الحياة المستقلة وأشارت أيضا إلى الأبحاث والإحصائيات المذهلة في عدد الأولاد الذين يتعرضون إلى الإيذاء والتحرش الجنسي . أما السيدة أمل حداد – مربية ومتخصصة في مدرسة بيت عدنان – يركا, فقد سردت بعضا من الأمثلة والسلوكيات لدى الأولاد ذوي الإعاقات والضرورة على تبني برنامج للتربية الجنسانية في المدارس لذوي الإعاقات أسوة بما حصل في مدرسة بيت عدنان في يركا . أما السيدة جهينة زعبي – وهي ناشطة في جمعية أكيم, فسلطت الضوء على تجربة أهالي ذوي الإعاقات وعلى الصعوبات التي يواجهونها بشكل يوميي مع أبنائهم وبناتهم وسلوكياتهم المقبولة وغير المقبولة وأنهت بالصراعات والجدل الدائم الذي يثار عند الأهل لأولاد ذويالإعاقات حول الشرعية للحب والحميمية والرغبة في الزواج وبناء الأسرة .
ثم قامت عريفة الحفل, حنان خطيب, بدعوة مركزة مشروع الإعاقات في المنتدى, السيدة علا ياسين, لتسرد حكاية هذا الدليل. وجاء في كلمة علا التي استعرضت المحطات التي مر بها الدليل: " أن فكرة خلق دليل تربوي في الجنسانية جاءت تتويجا لمسار طويل من العمل الميداني مع الطلبة ذوي الإعاقات. هذه الفكرة نبعت من تجربه عمل في مدرسة لذوي الإعاقات وقد كان هناك تحدي في بناء برنامج تعليمي تربوي بموضوع الجنسانيه حيث يتواجد الطلاب من جيل 7-21 سنه حيث يقضون فترة مراهقتهم والتغيرات الجسمانية والنفسية والاجتماعية في أوجها , فقد افتقر الطاقم للأدوات والآليات المطلوبة والملائمة لهذه الفئة من الطلاب إلا أنهم قرروا الخوض في مسار تدريبي وكانت التجربة بمثابة محطة انتقال مهمة للحياة المهنية , بعدها تم تأسيس وحدة تعليمية بالمدرسة وذالك بمشاركة الأهل" .
واختتمت علا بالقول: "من خلال هذا المسار برزت الحاجة إلى خلق أدوات تربوية مساعده للطواقم لتسهيل العمل مع الطلبة ومن هنا انطلقت فكرة إصدار هذا الدليل . ما يميزه هو هويته العربية وسلاسة لغته وجمالية ألوانه والصور الملائمة لسياقنا العربي وهو بمثابة أفكار للمربي يه للعمل مع ألطلبة لتشجيعهم على خلق المزيد وعلى الإبداع في تطوير أنشطة أخرى شبيه ومغايره وتتلاءم مع درجات الإعاقات المختلفة , ويهدف أيضا إلى دمج مضامين الجنسانيه مع المضامين التربوية الأخرى التي تدرس في المدرسة , بما فيها مهارات القراءة , التعبير , الحوار ".
في نهاية كلمتها, دعت علا الحضور لمشاهدة فيلم " لألي", وهو فيلم قصير يوثق تجربه متميزة من العمل المسرحي مع طلاب مدرسة الأمل في عبيلن مع الفنان حنا شماس. استغرق العمل على المسرحية مدة ثلاثة شهور والتي كانت من إنتاج الطلاب أنفسهم. تمتع الطلاب المشاركين في الفيلم بقدره عاليه على التمثيل وحفظ الأدوار وبصورة منقطعة النظير.
قبل النهاية, قامت عريفة الحفل حنان خطيب, بدعوة مديرة المنتدى, السيدة صفاء طميش, لتكرم رئيسة الجمعية السيدة نجاة أرملي على جهودها وعطائها للمنتدى قائلة: " كانت معنا منذ البدايات, دافعت عن الفكرة وأسهمت بشكل فعال في عملية التأسيس. تعاملت مع المنتدى كبيتها, ربما الأول ومع الأعضاء والعضوات كزميلة وأم وأخت ومسئولة. كانت لينة عندما تصلبت المواقف وشديدة بحرصها على مصلحة الجمعية, كانت ولا تزال أول من يصل في الطوارئ, أول من يعرض استعداده للعطاء وأول من يفرح بنجاحات المنتدى وأول من يبادر باقتراح حلول عندما نصل إلى طريق مسدود".
وأضافت صفاء, منفعلة: "على المستوى الشخصي هي رفيقتي بمجموعة المؤسسات للمنتدى بعد أن اجتاحت الجمعية عاصفة شبابية والتي بالكاد تركت لنا مكانا".
في النهاية, قام الفنان نضال بدارنة بعرض مسرحي كوميدي بقالب ساخر, تناول فيه موضوعات جنسانية شبابية تخص الطلبة, الأطر التعليمية وعلاقات الشبيبة والأهل.