نظرية مثلث الحب
Liking vs. Loving وهو النموذج الذي اقترحه العالم (Zick Rubin)، والحب الحنون مقابل الحب العاطفي (Compassionate vs. Passionate Love ) وهو النموذج الذي اقترحته العالمة إلين هاتفليد Elaine Hatfield، ونموذج اخر للباحث John Lee الذي يسمى بنموذج عجلة الألوان (1973 - The Color Wheel Model of Love)، ونظرية مثلث الحب للعالمRobert Jeffrey Sternberg ، ونظرية فن المحبة للعالم اريك فروم، (1956)، إلى جانب نظريات كثيرة أخرى. اقترح العلماء والباحثين عددا من النظريات المختلفة لتفسير الحب. ومن تلك النظريات الرئيسية: الميل مقابل المحبة
سوف نتطرق في هذه المقالة إلى نظرية مثلث الحب التي جاء بها عالم النفس الأمريكي (Robert Jeffrey Sternberg).
الحب في أشكاله المختلفة يقوم بدور الوسيط الرئيسي للعلاقات بين الأفراد، ونظرا لأهميته النفسية والمركزية، اصبح واحداً من المواضيع الأكثر شيوعا في مجال الفنون الإبداعية. قد يكون مفهوم الحب جزء من غريزة البقاء على قيد الحياة، وهي وظيفة الحفاظ على البشر معا ضد الأخطار. في السياق الفلسفي، الحب هو فضيلة، انه يمثل كل العطف الإنساني، والرحمة، والمودة وهو محور العديد من الأديان، والفلسفات، والحركات.
اقترح العلماء السلوكيون والاجتماعيون المعاصرون عدد من التصنيفات التي تحدد أنواع أو تنوعات مشاعر الحب، وهناك اثنين من أكثر مخططات التصنيف شيوعا، وارتباطا مع بعضهما البعض، والتي طُورّت من قبل العالم النفساني روبرت ستيرنبرغ بين الأعوام (1986-1998) وعالم الاجتماع جون لي بين الأعوام (1973-1988).
من هو روبرت جيفري ستيرنبرغ؟
ولد روبرت جيفري ستيرنبرغ (Robert Jeffrey Sternberg ) في 8 ديسمبر، 1949 في ولاية نيو جيرسي، في الولايات المتحدة الأمريكية. كتب العديد من المقالات والكتب المتعلقة بمواضيع الإبداع، والذكاء، والحب، وقد وضع نظريتين رئيسيتين: نظرية (Triarchic) في الذكاء البشري، ونظرية في الحب اسماها نظرية مثلث الحب، والتي هي نحن بصددها. إضافة إلى العديد من النظريات التي تتعلق بالإبداع، وأساليب التفكير والكراهية وأكثر من 1000 مؤلفة تتوزع بين كتاب وبحث ومقالة.
نظرية مثلث الحب
قام روبرت ستيرنبرغ بتشكيل مفاهيم الحب وفق ثلاثة أسس أو مكوّنات وأطلق على نظريته تسمية "نظرية مثلث الحب". وحاول ستيرنبرغ في نظريته هذه الإجابة على عدد من الأسئلة التي تشغل عقول الكثيرين من الناس وهي محور تفكيرهم:
• ماذا يعني حب شخص ما ؟
• لماذا يقع الشخص بمحبة شخص ما ؟
• هل الحب يعني دائما الشيء نفسه، وإذا لم يكن، فهل نحن نحب وفق طرق نختلف فيها عن بعضها البعض ؟
• لماذا هناك اختلافا كبيرا بالطرق والأساليب التي يتم من خلالها تشكيل تلك العلاقات ؟
• لماذا بعض العلاقات تستمر وتدوم، في حين الآخرين يختفي حبهم بنفس السرعة التي يتم تشكيله فيها ؟
هذه النظرية تحاول أن توضح طبيعة الحب، وشكل العلاقات المختلفة بين طرفين. يمكننا فهم نظرية مثلث الحب من خلال معرفة مكوناتها الأساسية الثلاثة، والتي تشكل قمم لمثلث متساوي الأضلاع.
هذه المكونات الثلاثة هي:
1) الحميمية (Intimacy) وتشكل القمة العليا للمثلث
2) العشق (Passion) وهي الجهة اليسرى من قاعدة المثلث
3) الالتزام (Commitment)، الجهة اليمنى من قاعدة المثلث.
هذه المكونات الثلاثة يمكن أن تصاغ في عدد من الطرق المختلفة لتشكل عدد من الأنواع المختلفة للعلاقات الإنسانية، نعبّر عنها أو نصفها بأنها أنواع من الحب. كما أن العلاقة المبنية على مرّكب أو عنصر واحد من المكوّنات الثلاثة، هي أقل احتمالاً للاستمرار والبقاء بالمقارنة مع العلاقة المبنية من مركّبين أو ثلاثة.
الحميمية (Intimacy):
الحميميّة، هي جزء من الحب، والجزء الأكثر عمقا ودفئاً وانتشاراً من الأجزاء الأخرى، فمن الصعب أن تضع إصبعك عليها أو تحددها. يمكن للمرء أن يكون له علاقة حميمة مع الزوج أو الزوجة، صديق أو صديقة، شقيق أو شقيقة وتكون الحميمية هي مركز تلك العلاقة وديمومتها. أنها لا تنطوي على عاطفة حب عنيفة ونارية، بل هي عبارة عن شعور يتميز بكونها أكثر استقرارا، وتقاربا عاطفيا ودفئا. هي العنصر الرئيسي النشط في العلاقات الإنسانية. تبدأ الحميميّة من خلال الكشف عن أنفسنا من خلال الأشياء البسيطة إلى حد ما (إسم البلد التي أعيش بها)، وبعد ذلك تتطور العلاقة بيننا فيتم الكشف عن ذواتنا وبشكل أوسع (مثلاً، أحب الزهور الحمراء والبيضاء)، وأيضا بشكل أكثر عمقا نستمر بالكشف عن الأشياء التي عادة ما نخفيها في قُمم ذواتنا (أخشى دائما تجريب الشيء الجديد). في نهاية المطاف، وفي أعلى قمم الحميميّة، نتسلل عميقاً لنكشف بعضاً من مخاوفنا (أنا شعر بالخوف حينما أرى... ). كل ذلك يحدث لأي منا في علاقاته اليومية، فنحن نتدرج من الأشياء الظاهرية لنصل من خلالها إلى الأشياء العميقة وذات الطابع الواسع لشخصياتنا حينما نجد الانسجام والقبول والتقارب مع الشخص الآخر. كلما ازداد شعورنا بالحميميّة نحو شخص ما، كلما كشفنا له معلومات أكثر دقة عن شخصيتنا وبذلك نصل إلى مرحلة أدراج الذات في الآخر أو الآخر في الذات، وهنا يصبح الآخر جزء من هويتنا. في حين الأشخاص الغرباء أو الذين لا نجد أي تآلف لنا معهم قد لا نكشف حتى أسماءنا لهم.
كما يمكن تعميق الحميميّة من خلال تطوير الذاكرة الجماعية المشتركة بين الطرفين. فالنشوة الناتجة من ذاكرة مشتركة غالبا ما تكون أكثر تطورا وفعالية من ذاكرة منفردة لشريك واحد. فحينما يموت الزوج أو الزوجة، فان هؤلاء الناس يشعرون بأنهم فقدوا أكثر من شريك، وذلك لأنهم فقدوا جزءا كبيرا من ذاكرتهم.
الحميميّة هي التقارب والتبادل والترابط بين الناس، وهي تبادل الأفكار والمشاعر إلى جانب التجارب المشتركة في العلاقات. الحميميّة هي المحبة، العلاقات الوثيقة، والشعور بالحب، والتعاطف والدعم والمشاركة. يصبح الأشخاص في العلاقة الحميمية أكثر قربا وترابطاً، كما أن المفاهيم ذاتها لديهما تصبح متداخلة ويتشاركون بها، وتنضج لديهما التصورات عن بعضهما، ويصلون إلى حيث أن كل شخص يمكنه الاعتماد على الآخر في وقت الحاجة، إلى جانب الشعور بالصداقة المدعومة بشكل كبير بسبب الكشف الذاتي من قبل الطرفين. وللحميميّة عدد من المعاني والمترادفات، منها: الانتماء، الود، التقارب، التلازم، الدفء الصداقة الوثيقة أو الدافئة، التفهم، القرب، التعود، الولع، حب المرح، اللطافة، المودّة، القرابة، الارتباط، الإخلاص، الوفاء، الصداقة، الزمالة، النية الحسنة، المرح، ودود، حنين، ،أنيس، التبادلية بالمشاعر والأفكار. أما المتضادات، فمنها: الفصل أو الانفصال، الابتعاد، الافتراق، البرودة، البُعد، الاغتراب، الغرابة، الغموض، الخيانة، الحزن.
الحميميّة هي الحالة أو العملية الدينامكية والمتطورة والمتفاعلة على مرّ الزمن وليست حالة ركود أو سكون أو ثبات. في الواقع، أي نوع من الركود في العلاقة الحميميّة يقتلها. ويمكن أن تأخذ الحميميّة في العلاقات أشكالا عديدة. فهناك الحميميّة المعرفية أو الفكرية حيث شخصين يتبادلا الأفكار، والتمتع بأوجه التشابه والاختلاف بين آرائهم ووجهات نظرهم وخاصة إذا كان بإمكانهم القيام بذلك بطريقة منفتحة ومريحة. نوع آخر من العلاقة الحميمية هي الموجودة بين شريكين والتي تشمل مجموعة واسعة من النشاط الحسي والممارسات ما قبل الجماع. الحميميّة بين الشريكين لا تنجح بدون شروط مهمة وهي: التواصل، الوقت، تجاوز الخجل، الوعي، المعرفة، فهم الأدوار النمطية للجنسين، الرعاية والاهتمام، القيم والمعتقدات المشتركة.
العناصر التي تتكون منها الحميمية حسب الباحثين Masters & Johnson:
1. Caring الاهتمام. اهتمام شديد بشخص معين وشعور ايجابي تجاهه.
2. Sharing المشاركة. مشاركة بالأفكار، المشاعر، والتجارب
3. Trust الثقة.
4. Commitment الالتزام الناتج عن الاهتمام، المشاركة، والثقة.
5. Honesty الصدق. الصراحة والصدق في التعبير مع الحفاظ على حدود.
6. Empathy التعاطف أن تضع/ين نفسك بمكان الآخر لفهمه بصورة أعمق
7. Tenderness الملاطفة. العناق، الدفء، التحسس، التقبيل، اليدين.
العشق (Passion):
يتمثل العشق بالجاذبية الطبيعية والجاذبية الجنسية والشغف نحو الآخر ويتضمن درجة عالية من الإثارة الجنسية والرغبة الحادة لكي يكونا الشريكين معاً ويمارسان العلاقة الجنسية. هي مشاعر النشوة والافتتان، والإثارة الفسيولوجية عموما، هناك افتتان أولى، وجاذبية، وعواطف ومشاعر قوية، معاناة، غضب، حماسة، تكريس، ولاء، ضيق، اشتياق، نشوة، تأجج، نار، نوبة من الجنون، اندلاع، هيجان، حرارة، امتعاض، كثافة، بهجة، بؤس، انفجار، نوبة من السحر، استياء، عاصفة، معاناة، مزاج، عنف، دفء، حنين شديد، بدعة، نزوة، هي المعبود، الهيام والهوس.
العشق هو عبارة عن شعور دافئ ومتحمس، يُحتمل أَن يكون متقطع أَو قصير الأجل. هذا ما يسمى بالوقوع بالحب أو الشغف بالحبيب، والذي هو جزء من العشق. هذا المكون الحار أو الساخن، يتطلب الكثير من الطاقة والحماس، يمكنها أيضا أن تستنزف طاقة الفرد.
يؤكد علم نفس الحب بان العشق هو الجزء الأكثر مسئولية عن الانجذاب الجنسي. العشق هي أسرع المكونات تطوراً، وأسرعها حينما تتلاشى، مقارنة بالحميميّة، والالتزام.
الالتزام (Commitment):
هو ذلك القرار الذي يتخذه الشريكان على أن يحبا بعضهما البعض. يتضمن الالتزام العناصر الإدراكية بالإبقاء على تلك العلاقة والعمل على ديمومتها، والمشاركة في اتخاذ القرارات على ذلك البقاء الطويل الأجل لهذه العلاقة. الالتزام هو الاتفاق المشترك بالحفاظ على العلاقة على قيد الحياة, أو إنهائها في وقت قصير.
الالتزام هو المكوّن الثالث في الحب (وهو بعبارة بسيطة، هناك شخص يحب شخص آخر، ويلتزم كل منهما بالمحافظة على ذلك الحب). فالشخص يكون أكثر إراديا في اتخاذ القرارات والخطوات للحفاظ على العلاقة واستمرارها. عندما يقرر شخصان الالتزام لبعضهما البعض، ينبغي أن يكونا على استعداد لتقديم التضحيات من أجل ذلك. الالتزام يعني تكريس طاقة الشريكين للقيام بأشياء تهدف لتعزيز العلاقة وحمايتها من أن يلحق بها ضررا ما. الالتزام يؤدي إلى شعور الشريكين بالمسؤولية عن بعضها البعض، والسعي لصيانة ورفاه من هو في تلك العلاقة.
يعتبر هذا المكون من المثلث بأنه المكوّن البارد في علاقة الحب. والالتزام أيضا هو الجزء الأكثر في المثلث الذي لا يمكن التحكم به وخاصة حينما يريد احد الأطراف ارتكاب خيانة أو يرغب بأن يفعل ما يحلو له. إن الأزواج الذين يكشفون عن المزيد من الالتزام تستمر علاقاتهم لفترة أطول من المتوسط، كما أنهم أكثر استعدادا للعفو عن الشخص الآخر حينما يتعرض للأخطاء، مما يؤدي إلى حياة أكثر صحيّة وسعادة.
هنالك أنواع وأشكال مختلفة من تجارب الحب والعلاقات الإنسانية التي تنتج من خلال تفاعل هذه المكونات الثلاثة: الحميمية، العشق والالتزام.
الدمج بين المركبات الثلاثة: الحميمية، العشق والإلتزام |
|||
|
الحميمية |
العشق |
الالتزام |
اللا حب (Non-love) |
|
|
|
الميل (Liking) |
x |
|
|
الهيام أو الافتنان (Infatuation) |
|
x |
|
الحب الفارغ (Empty love ) |
|
|
x |
الحب الرومانسي (loveRomantic ) |
x |
x |
|
الحب الرفاقي (love Companionate) |
x |
|
x |
الحب الأحمق (Fatuous Love) |
|
x |
x |
الحب الكامل (love Consummate) |
x |
x |
x |
1. اللا حب (Non-love): وهو يشير ببساطة إلى غياب المكونات الثلاث (الحميمية، العشق والالتزام) ويقع خارج المثلث. أن عدم وجود حب يميز غالبية كبيرة من علاقتنا الشخصية، والتي تحدث في التفاعلات اليومية العادية والتي لا تتعلق بمشاعر الحب مطلقا، أو قد تكون في علاقة ما في مراحلها الأخيرة. هذا النوع من العلاقات موجود بالاساس في علاقاتنا بين الغرباء والمعارف البعيدين.
2. الميل (Liking): هو مشاعر تنطوي على الألفة والحميمية، في غياب كل من مكون الالتزام الدائم والعشق. هذا النوع من الحب يميّز علاقات الصداقة القوية، الدافئة والقريبة. هؤلاء الأصدقاء يأتون ويذهبون ويتغيرون بتغير الظروف، الزمانيّة والمكانيّة. فالميل هو من سمات معظم الصداقات القوية والمتقاربة.
3. الهيام والافتتان (Infatuation): هو الحب من أول نظرة، حيث تغيب فيه مكونات الحميمية والإلتزام. هذا النوع من الحب ليس بطويل والأمد وقد يختفي خلال وقت قصير في غياب باقي مركبات الحب. يشعر الأشخاص الذين يعشون هذا النوع من الحب بدرجة عالية من الإثارة النفسية والجنسية والتي قد تنعكس في تزايد نبضات القلب، زيادة الإفرازات الهرمونية وانتصاب الأعضاء التناسلية (القضيب أو البظر).
4. الحب الفارغ (Empty love): في كثير من الأحيان، يتحوّل الحب القوي الى حب فارغ، تغيب به مركبات العشق والعاطفة والحميمية، كما وانه في مجتمعات محافظة لا يختار الشريكين بعضهما البعض، يكثر هذا النوع من العلاقات.
هذا النوع من الحب يمكن اكتشافه في العلاقات الراكدة التي استمرت لسنوات وفقدت كلاً من الإثارة العاطفية المتبادلة والجاذبية الطبيعية التي كانت تميزها لسنوات سابقة والالتزام هنا هو نتيجة لأدراك واعِ للشريكين. هذا النوع من الحب قد يتطور لدى الكثير من الأزواج في المراحل النهائية لعلاقة طويلة الأمد، لكن هناك دائما الوقت لمحاولة إشعال النيران مرة ثانية في هذا النوع من العلاقات وإرجاع أو تطوير المركبات الأخرى.
5. الحب الرومانسي (Romantic love): يقع هذا الحب على منتصف ضلع المثلث الممتد بين العشق والحميمية، أي في الجهة اليسرى من المثلث. الأحباء الرومانسيون يرتبطون مع بعضهم البعض عاطفياً وجسدياً في غياب مستوى الإلتزام. هذا النوع من العلاقات قد يجعل الحب يبدو وكأنه مشابها لما هو موجود في القصص والأعمال الكلاسيكية من الأدب، مثل قيس وليلي، روميو وجوليت وغيرهما.
هذا هو الحب الرومانسي، والذي هو سمة من المراحل المبكرة في العلاقات الأكثر والأعنف حبا. هذا هو عادة نوع الحب الذي نرغب به عندما نفكر في "الوقوع في الحب" مع شخص ما. هذه العلاقة هي علاقة حب وثيقة على الأرجح ومع مرور الوقت قد يصبح الشريكين أكثر التزاما من بعضها البعض، أو قد يفترقا ليجد كلاً منهما شريكاً آخرا قد يكون أكثر ملائمة له على المدى الطويل.
6. الحب الرفاقي (Companionate love): يقع هذا النوع من الحب على الضلع الأيمن من المثلث والممتد بين الحميمية والالتزام. وهو جوهريا عبارة عن صداقة ملتزمة طويلة المدى. هذا النوع من الحب يحدث كثيرا في الزيجات التي فيها جاذبية طبيعية (والتي هي مصدر رئيسي للعشق) وقد خمدت تلك الجاذبية نتيجة لعوامل كثيرة، منها التقدم بالسن، ضغوط الحياة والإنشغال الكثير، أو بسبب الملل والروتين في العلاقة. الحب هنا هو صداقة لمدى الحياة، وهذه العلاقة هي أقوى من الصداقة العادية بسبب عنصر أضافي موجود بها وهو الالتزام. فالمحبة المشتركة المثالية بين أفراد الأسرة هي شكل من أشكال الحب الرفاقي أو النضالي كما هو موجود في الحياة السياسية، وكما هو الحب العميق بين الأصدقاء أو أولئك الذين يقضون الكثير من الأوقات معا في علاقة وديّة ولكنها لا جنسيّة.
7. الحب الأحمق (Fatuous love): أن موقع هذا النوع من الحب هو في منتصف قاعدة المثلث بين الالتزام والعشق ويغيب به مكوّن الحميمية. فالشخص يجتمع مع الشريك في يوم، ثم تتم الخطوبة بعد أسبوع، ويتزوجون بعد شهر. ويسمى هذا الحب بالأحمق كدلالة على أن الالتزام هنا يتم على أساس العشق والإفتتان بدون عنصر الحميمية والذي يمثل الاستقرار العميق في العلاقة. هذا النوع من العلاقات مستند على إجراءات وأفكار تتميز بالحمق، والحب هنا معرّض للانتهاء في أي لحظة.
8. الحب الكامل (Consummate love): هذا النوع من الحب هو نتيجة لمجموعة المكونات الكاملة للمثلث (الحميمية، العشق والالتزام). انه النوع الذي يسعى الجميع من اجل تحقيقه وقلائل ينجحون بالوصول اليه. هذا هو الحب المثالي للجميع، لذا يجب أن تعتبر نفسك محظوظا جدا إذا كنت حصلت على هذا النوع من الحب، وتمسّك به واعمل على تطويره ونموّه، وحاذر التخلي عن ذلك الشخص المميّز الذي يشاركك هذا الحب.
يشير الباحث ستيرنبرغ الى أن الحفاظ على هذا النوع من الحب وعلى استمراريته قد يكون أصعب من تحقيقه. وهو يشدد على أهمية ترجمة مكونات مثلث الحب إلى ممارسة عملية والعمل الدائم على تطويرها والحفاظ عليها.
أشكال مثلثات الحب
الافتراض الأساسي لهذه النظرية هو أن الحب الحقيقي يستلزم التوازن المثالي بين الأضلاع/العناصر الثلاثة المكونة للمثلث الحب. هذه المكونات الثلاث قد تكون أو قد لا تكون كلها موجودة في العلاقة الخاصة. ويشير ستيرنبرغ إلى أن كمية الحب التي نحملها نحو بعضنا البعض تتحدد وفقا لـحجم المثلث وحجم أضلاعه. أذن نظرية المثلثات لا تتضمن مثلثاً واحداً وإنما هنالك العديد من الأشكال لهذا المثلث، فهنالك على سبيل المثال المثلث الصغير، أو المثلث الكبير أو المتوسط، وهنالك ايضاً مثلث متساو الساقين او مختلف بحجم أضلاعه الثلاثة، وغيرها من الأشكال. وكل شكل من هذه الأشكال يعبّر عن درجة العلاقة التي تربط بين الشريكين.
________________
المصادر:
- جودت شاكر محمود. (2012). الحوار المتمدن-العدد: 3600
- Sternberg, R. J. (1986) A triangular theory of love. Psychological Review, 93,
119-135.
- Sternberg, R. J. (1988) The Triangle of Love: Intimacy, Passion, Commitment,
Basic Books (ISBN 0465087469)...la:triangulus amoris