ماهي الشيخوخة ؟ ولماذا وكيف نشيخ؟
تعرف الشيخوخة من ناحية بيولوجية ووظيفية حيث تقل المقدرات الوظيفية لكل الاعضاء، تتجدد الخلايا ولكن خلايا الجهاز العصبي لا تتجدد، كما أن خلايا الكلى والعضلات أيضاً لا تتجدد.
الجهاز العصبي يسيطر على كل الجسم ويتحكم في جهاز الغدد الصماء الذي يفرز الهرمونات في جسم الانسان. وبالكبر تزيد عملية موت الخلايا ويقل عددها. وبذلك يقل وزن الاعضاء المختلفة.
وهكذا فان الشيخوخة هى نتاج عوامل متعددة من عمليات البناء والهدم سواء أكان ذلك على صعيد الخلايا أو الاعضاء بالجسم. وتحدث تغيرات كثيرة وقد يكون ذلك أرض خصبة للمرض.. ولمعرفة موقع الشيخوخة قام العلماء بدراسات عديدة على مستوى الخلية اذا كان ذلك على السيتوبلازم، أم جهاز الطاقة أو النواة او الخلية نفسها.
فقد أثبتت التجارب ان نقل نواة خلية شابة إلى خلية كهلة يجعلها تعيش أكثر. وفريق آخر من العلماء يقول أن اسباب الشيخوخة تعود إلى اسباب عضوية عامة وليس على مستوى الخلية فقط. وهي تكمن في الاعضاء التي تسيطر على الجسم مثل الغدد الصماء والجهاز العصبي الذي يأمر الخلايا بالموت. وفي هذا الاطار قام فريق من العلماء بزرع خلايا بعض الحيوانات المسنة في اجسام حيوانات شابة. ولوحظ ان الخلايا المسنة استعادت نشاطاتها الحيوية بعد أن فقدتها مع تقدم العمر. ويقول فريق آخر ان الشيخوخة تنتج عن تجمع البقايا من مكافحة الجسم للجراثيم الخارجية. وبهذا يضعف الجهاز المناعي ولا يقوى على مقاومة تلك العمليات.
- نظرية التدمير الذاتي : يقول العلماء من مؤيدي هذه النظرية ان الموروثات التي تحدد طول العمر للانسان هى نفسها المسببة للتدمير الذاتي ثم الموت.
- نظرية تراكم الموروثات الضارة : يقول اصحاب هذه النظرية ان الشيخوخة ما هي الا نتاج تراكم الآثار الضارة للموروثات المحددة لطول العمر.
- نظرية الآثار الجانبية : ومؤيدو هذه النظرية من العلماء يقولون ان تلك الموروثات التي تحدد عمر الانسان تصبح ضارة بسبب آثارها الجانبية. فمثلاً هناك موروثات تساعد الإنسان على البقاء في فترات المجاعة. وذلك بإختران الدهون في الجسم والسكريات بالكبد. ولكن في الاوقات الطبيعية يكون هذا المخزون ضاراً ويتمثل هذا الضرر في ظهور تصلب الشرايين، داء السكري والسمنة.
وبعض العلماء يعطون تفسيراً آخر وهو ان تراكم الآثار الجانبية للموروثات يؤدي إلى تجمع الأخطاء في حامض الرايبو النووي المختزل
عدد من العلماء وضع عدة تفسيرات للآليات المختلفة للشيخوخة، فمثلاً آلية الشيخوخة المبرمجة، هنا يقول العلماء بأن حدوث الشيخوخة يتأتي نتيجة للموروثات التي تحدد ميقات شيخوخة الانسان. ويفترض العلماء ان هناك ساعة حيوية توجه وتضبط التغيرات التي تحدث في مرحلة الشيخوخة وهى موجودة في جهاز الغدد الصماء. والبعض الآخر يقول انها موجودة في الجهاز المناعي . والجهاز المناعي يميز خلايا الجسم عن الخلايا الغريبة أو الخلايا الشاذة التكوين. ويقوم الجهاز المناعي بإرسال الخلايا الليمفاوية التوثية للقضاء على الخلايا الشاذة. وبعد العقد الرابع يضعف الجهاز المناعي. وقد يخطئ في اصابة الهدف ومن هنا تظهر امراض المناعة الذاتية عن المسنين مثل أنيميا المناعة الذاتية، مرض الغدة الدرقية ذو المناعة الذاتية الخ.
2) آلية الخطأ العشوائي :
وتحدد الحالة الصحية للمجتمعات بعدد الأمراض معاً للفرد. وبمتوسط عمر الانسان الحيوي والزمني، النظام الغذائي، معطيات عن النمو الفيزيائي مثل الوزن، محيط الصدر، الطول، قوة عضلات قبضة اليد والجسم، معطيات وظيفية مثل السعة الحياتية للرئتين، القوة الانقباضية للقلب...الخ. واخيراً معطيات بيوكميائية مثل نسبة الكولسترول والسكر في الدم.
وتوصل العلماء إلى بيانات عديدة وظيفية وتشريحية عند المسنين، باستخدامهم اختبارات سريرية وأخرى معملية. وأكدت هذه الاختبارات أن المسن يمكنه ممارسة حياته بالشكل الطبيعي بالرغم من النقصان في الوظائف المختلفة والقوى البنيوية.
* نقلا عن صحيفة الصحافة السودانية للديموقراطية والسلام والوحدة
** استشاري الطب الباطني والقلب وطب الشيخوخة