اختي بعمر ال 20 وتعاني من اعاقة عقلية متوسطة. موضوع العلاقات مع الجنس الاخر يشغل بالها كثيرا ولديها الكثير من المشاعر والتخيلات حول علاقات مع شباب. هذه السنه وبمناسبة عيد الحب ارسلت لها هديه على انها

2024-11-24

بداية نشكرك على توجهك وعلى ثقتك بنا

من  الطبيعي ان تنشغل اختك ابنة العشرين بموضوع العلاقات مع الجنس الاخر اسوة ببنات جيلها، فهي مثلهن إنسانة ناضجة جسديا ولديها احتياجات عاطفية وجنسية غريزية. فالانجذاب الجنسي والحاجة إلى أن "نُحِب" وأن "نُحَب"  هي جزء لا يتجزأ من تكوينتنا الإنسانية الأساسية، علما أن هذه الحاجة متفاوتة بين الناس والتعبير عنها متأثر إلى حد كبير بالسياق الاجتماعي الذي يعيش به الفرد.  

لا شك بأن أختك تتأثر بما يدور من حولها من علاقات حميمية وارتباطات وزواج، ليس من خلال وسائل الاعلام فحسب، بل بالرسائل المتكررة والمتواصلة التي يبثها الناس في تعاملهم مع "الصبايا" و"الشباب" والتي نذوتها منذ الصغر. مقولات مثل "انشالله نفرح فيكي" أو "هيك صرتي عروس" أو "صار لازم نجوزك" ... الخ من مقولات نسمعها مرارا ونتعلم كيف نتعامل معها من خلال خبراتنا بدوائر اجتماعية وفكرية متعددة.

الفرق هو أنه في حالة ذوي الإعاقات العقلية هناك فجوة بين النضوج الجسدي – والذي هو بشكل عام متماثل للأشخاص بدون إعاقة – وبين النضوج العقلي والقدرة على "تهذيب" الغرائز والتعامل معها ضمن إطار الأنماط الاجتماعية "المقبولة". عدم القدرة هذه تؤثر في كثير من الأحيان على الأهل وتعزز مشاعر الشفقة لديهم على ابنهم او ابنتهم وبالتالي وبدون قصد يصادرون أحيانا حق ابنهم\تهم في اتخاذ القرار وفي التعبير عن احتياجاتهم واستحقاقاتهم.  بدوافع الحب والحرص ولى حد ما الشفقة، يلعب الأهل – وبدون قصد – دورا كبيرا في تعزيز الأنماط والسلوكيات التي ذكرناها أعلاه.

قد يكون هذا هو السبب وراء قرارك بشراء الهدية وتقديمها لاختك باسم المعجب السري، ولا شك بانك فعلت ذلك بدافع المحبة والاهتمام والحرص على مشاعرها ورفع معنوياتها، إلا أننا نعتقد بأن تصرف كهذا قد يخلق توقعات وامال "خيالية" بعيدة عن الواقع لدى اختك، قد تكون لها اسقاطات سلبيةعليها وربما خيبة أمل كبيرة فيما بعد .

ننصحك ان تبادري انت او احد افراد العائلة القريبين منها الى جلسة حميمية للتحاور مع اختك بشكل صادق وصريح وشفاف حول موضوع العلاقات وحول شرعية مشاعر الحب والانجذاب والحاجة إلى الدفئ العاطفي. بأسلوب بسيط يأخذ بعين الاعتبار مستواها العقلي وقدرتها على الاستيعاب، من الضروري التطرق إلى الصعوبات التي قد تواجهها  بموضوع العلاقات مع الجنس الاخر، بما في ذلك "ظلم" المجتمع عموما في التعامل مع الآخر المختلف. من الضروري منحها مساحة للتعبير عن مشاعرها وعن صعوباتها في التعامل مع هذه المشاعر.  

وأخيرا، من المهم أيضا وبذات القدر، أن تعبروا أنتم\ن عن حبكم واهتمامكم بها، إذ أن هذا التأكيد على الحب والحرص من قبلكم تجاهها مهم جدا ويخلق أجواء من الثقة والصدق في المعاملة ويسهم في تعزيز قدراتها على تقبل وفهم الرسائل التي تحاولون إرسالها إليها.