عزيزتي المتوجهة،

نشكرك على توجهك وطرح سؤالك،

اولاً نأسف جداً لما حصل لك ولما اضررت على مواجهته، لا بد انها حادثة صعبة جداً عليك ووقعها ما زال يرافقك وتواجهينه نفسياً وجسدياً.

يهمنا ان نؤكد انه من الضروري ان تأخذي كل الوقت الذي تحتاجينه للتعافي ومواجهة ما تشعرين به نتيجة الحادثة وان تكوني صبورة وصريحة مع نفسك لتتمكني ان تتخطي المشاعر الصعبة، فان هذه السيرورة طويلة وتحتاج الى نفس طويل لكن نحن نؤمن ان بمقدورك ان تناضلي على صحتك النفسية وان تصبحين بمكان افضل مع نفسك في حياتك.

ثانياً، ان شعورك بالنقص نتاجاً لما حدث معك هو امرطبيعي وشرعي في ظل ما يصلنا من رسائل مجتمعية خاصة النساء بأن عذريتنا وطهارتنا تكمن في غشاء البكارة، مهم هنا ان نؤكد ان لا علاقة بين غشاء البكارة وشعورنا باكتمال جسدنا ونظرتنا اليه والى انفسنا. لا سيما انك مررت بتجربة اقل ما يقال عنها انها صعبة ومؤلمة ومن المهم بل من الضروري ان تكوني في مسار علاجي لدى اخصائي/ة نفسية، لكنني لا اوافق ان العلاج لشعورك في النقص هو عملية استرجاع غشاء البكارة او اي عملية تجميلية اخرى فهذه النصيحة هي فقط انصياع للمعايير المجتمعية لاجسادنا ومهم هنا ان نذكر ان غشاء البكارة يختلف شكله من فتاة الى اخرى ومن الممكن تمزقه بطرق مختلفة ليس ققط عن طريق ولوج القضيب. يمكنك القراءة اكثر عن الموضوع  في الرابط التالي:

https://www.jensaneya.org/cornerarticles/articles/6/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA

اما بما يخص "التوسع الغير عذري" الذي ذكرتيه، فانني اتوقع ان قصدك عن توسع المهبل وهو ليس بشيئ يمكن رؤيته او الاحساس به من الاخر اما اذا تشعرين بان هناك ضرر صحي على المهبل ويسبب لك اي اوجاع او تبعيات صحية يمكنك استشارة طبيبة نسائية في الموضوع من باب العلاج وليس التجميل.

نحن ننصحك بشدة استشارة اخصائي/ة نفسية لتلقي مسار علاجي ويمكنك تغيير الاخصائي الذي قمت بزيارته اذا لا تشعرين بالراحة معه او تشعرين بانه يزودك بنصائح غير مهنية ومتأثرة في الافكار النمطية المجتمعية.

من المهم ان تكوني في مسار ذاتي وان تشعرين بتقدم في مشاعرك وتصورك الذاتي قبل دخولك في علاقة، لكن دائما مهم ان تتأكدي ان الشخص الذي تكوّنين علاقة معه ان يكون مريحاً وتشعرين بالأمان معه وفي مشاركته تجاربك الخاصة وان لا يكون حاكماً لأي تجربة مررت بها.

واذا اردت مشاركة المقربين/ات لك بما حدث من المهم ان تشعرين بالامان المطلق مع من تشاركينه/ها لحماية نفسك من التخوفات التي ذكرتيها.

مرة اخرى، نحن نأسف على ما مررت به ونأمل ان تكونين بخير وان تعطي لنفسك الوقت الذي تحتاجيه لخوض المسار العلاجي، تأكدي ان ما حدث لك ليس بذنبك وانك قوية وجميلة كيفما انت وستقدرين على التخطي فقط بالاصغاء لما تحتاجين اليه.

نحن معك وندعمك،

بالتوفيق